الرئيسية
تسجيل دخول الاعضاء
مطر غزير يقرع زجاج النافذة ريح عابثة تعيث فساداً في المدينة
تقطع أسلاك الكهرباء والاشجار وتشعل الحرائق في الحقول
يلجأ الناس إلى منازلهم , يضمون أطفالهم , نار المدافئ تؤنس وحشة هذه الليلة الغريبة
زوجها يغط في نوم عميق , ولهب المدفأة لا يهدأ , وحدها تصارع النوم .. وقلبها يخفق بشدة
تتلمس السرير الفارغ من طفلها , تروح في موجة بكاء صامتة حارقة .
تنظر بعين العطف إلى زوجها النائم بجوارها .. أي حب يحمل لها هذا الرجل في قلبه
حين اختار حياتها وبقاءها على حياة طفله , عندما خيره الطبيب بينهما
حيث فاجأها المخاض , بل فاجأهما معاً ,هي وقطتها البيضاء
هي تصرخ .. تمسك بيد أمها وتقول لها : أمي! الألم يزداد
اصبري , دقائق وسينتهي ألمك.
والقطة تموء بحزن , صوتها يزيد من عذابها , تدور القطة في الغرف ..
في الحديقة .. تختار مكاناً ضيقاً تحت الدرج تركن إليه , تتأوه بحرقة
عيناها تراقبان قطتها المدللة التي طالما حرمتها حماتها من الأكل , وطردتها إلى خارج المنزل
فكانت هي تغافل حماتها وتُدخل القطة إلى المطبخ وتطعمها , فتتمسح بها القطة وتموء بفرح وهي تدور حولها
كانت تقول لها :
ياقطتي الحبيبة .. سيكبر طفلي مع صغارك .
آلام المخاض تزداد أكثر , قال الطبيب:
لابد من إدخالها المشفى , حالتها خطيرة , قد تموت هي أو يموت الجنين .
صوت سيارة الإسعاف وصل إلى أذنيها يحمل رائحة الموت , قبل أن يغما عليها
وتذكر حين فتحت عينيها رأته جالساً بقربها , يمسح شعرها تارة , ويقبل يديها تارة أخرى
وعندما سألته عن الطفل صمت , رفعت عينيها إلى عينيه , فأذهلها الحزن الذي يملؤهما
بكت بألم , وقد أدركت فداحة الشقاء الذي سببته له
نظرت إليه بعينين دافئتين , ولم تعرف ماذا تقول سوى : آسفه
شدها إلى صدره , أحست بأنفاسه تنفذ إلى روحها وقال:
قدر الله وماشاء فعل .
وتذكر , حين وصلت إلى بيتها , قابلتها حماتها بوجه يحمل الكره والشماتة
كيف لا وهي من قالت لها صباح زفافها : لقد أخذتِ ابني مني !
كانت حماتها قاسية القلب , ومع ذلك كانت تعطف عليها وتتغاضى عن حماقاتها , لأنها من أهدتها زوجها الحبيب
الشماتة والبغضاء كانت تلفان كل تحركاتها وتصرفاتها ,
ولكي تغيظها صارت تطعم القطة وصغارها امامها وهي تقول:
بوركت أيتها القطة ! لقد أنجبتِ ثلاثة صغار , ولله أنتي أفضل من كنتي التي لم تعرف أن تنجب طفلاً
الدهشة ترتسم على وجهها ووجه زوجها , لكنه يعرف طينة أمه لذا كان يقابلها بابتسامة عريضة
ملؤها الحب والحنان , وعندما تسأله عن سبب تصرفات أمه يقول لها ضاحكاً :
كفى .. وإلا سأهيل عليكِ أشواقي
فترد عليه:
ماذا؟ وأنا سأردمك بقبلة دافئة .
كانت تزيدها ألماً حين تنادي على القطة كل صباح .. منذ شهر وهي تفعل ذلك لتعكر مزاجها طوال النهار
وعندما يفتح زوجها عينيه على صوت بكائها وصوت أمه , يحضنها بشوق هامساً:
يهل وجهك على الريق .. أنشودة من ضياء , فيلملم الحزن أوصاله , ويغادر صباحاتي .
فتفتح يديها ضارعة إلى الله وتقول :
يارب.. ذاك حنيني مسفوح على طرقات الأمل , والأمل بولادة طفل جديد بات مثل قنديل
انسكب زيته فخبا ضوءه .. يارب صار شوقي لطفل ثقيلاً على الروح , فساعدني يا الله .
لاتعرف لمَ لم تقترب من قطتها المدللة , ولم تقدم لها الطعام .. لم تلمس شعرها وشعر صغارها
كانت القطة تنظر إليها بعينين معاتبتين .. تقترب منها .. تموء بحزن فلا تعيرها اهتماماً
لقد استغربت ما آلت إليه حالها , كيف لاتشعر بقطتها وهي التي طلبت من زوجها مرافقتها لها
لأن حياتها مرتبطة بحياة القطة ؟! هي لاتحقد على القطة ولا تكرهها , لكن حماتها أشهرتها سيفاً
في وجهها , فنسيت القطة والناس , وعاشت بعزلة صامتة حزينة لاتغادر غرفتها أبداً
كان زوجها يغازلها دائماً ليخرجها من وحدتها .. ويقول لها :
أنا صباح تموز في عتمة وحدتكِ وأنتِ اشتعال آب في بيادر أحلامي .
المطر ينهمر بغزارة , وصوت الريح له عواء ذئاب جائعة .. لاتعرف كيف أخذتها غفوة قصيرة
فرأت طفلاً صغيراً يبكي ويصرخ :
ماما أنا بردان , ماما المطر يبللني , ماما سأغرق .. أنقذيني .
تنتفض خائفة وتقول: طفلي .
يهب زوجها مذعوراً .. يشدها إلى صدره .. يمسح دموعها .. يهدئ من روعها
قالت مختنقة بدموعها :
طفلي يموت من البرد ,
مواء القطة الحزين يصل إليها ناراً تكويها , فتشتعل ألماً وتصرخ:
القطة .. قطتي البيضاء .
تفتح باب غرفتها , وتبحث عن القطة , تجدها عند الدرج ترتجف من البرد هي وصغارها
تقترب منها .. تمسح على شعرها المبلل .. تحملها بين يديها .. تدفن وجهها بين ذراعيها
تطلب منها أن تسامحها .. تدخلها وصغارها إلى الغرفة , تأخذ منشفة وتجفف شعرها وشعر صغارها
وتقربهم من المدفأة . تنظر إليها القطة بعيني طالما أحبت نظرتهما
تنظر إلى زوجها الذي تربع فوق السرير مبتسماً فاتحاً ذراعيه لاحتضانها ..
تنهمر عليه مثل غيمة مليئة بالفرح .. تدس رأسها بين ضلوعه , وتهمس بدفء:
لقد أنقذتُ طفلي من الغرق!
فصول الوجع
تقطع أسلاك الكهرباء والاشجار وتشعل الحرائق في الحقول
يلجأ الناس إلى منازلهم , يضمون أطفالهم , نار المدافئ تؤنس وحشة هذه الليلة الغريبة
زوجها يغط في نوم عميق , ولهب المدفأة لا يهدأ , وحدها تصارع النوم .. وقلبها يخفق بشدة
تتلمس السرير الفارغ من طفلها , تروح في موجة بكاء صامتة حارقة .
تنظر بعين العطف إلى زوجها النائم بجوارها .. أي حب يحمل لها هذا الرجل في قلبه
حين اختار حياتها وبقاءها على حياة طفله , عندما خيره الطبيب بينهما
حيث فاجأها المخاض , بل فاجأهما معاً ,هي وقطتها البيضاء
هي تصرخ .. تمسك بيد أمها وتقول لها : أمي! الألم يزداد
اصبري , دقائق وسينتهي ألمك.
والقطة تموء بحزن , صوتها يزيد من عذابها , تدور القطة في الغرف ..
في الحديقة .. تختار مكاناً ضيقاً تحت الدرج تركن إليه , تتأوه بحرقة
عيناها تراقبان قطتها المدللة التي طالما حرمتها حماتها من الأكل , وطردتها إلى خارج المنزل
فكانت هي تغافل حماتها وتُدخل القطة إلى المطبخ وتطعمها , فتتمسح بها القطة وتموء بفرح وهي تدور حولها
كانت تقول لها :
ياقطتي الحبيبة .. سيكبر طفلي مع صغارك .
آلام المخاض تزداد أكثر , قال الطبيب:
لابد من إدخالها المشفى , حالتها خطيرة , قد تموت هي أو يموت الجنين .
صوت سيارة الإسعاف وصل إلى أذنيها يحمل رائحة الموت , قبل أن يغما عليها
وتذكر حين فتحت عينيها رأته جالساً بقربها , يمسح شعرها تارة , ويقبل يديها تارة أخرى
وعندما سألته عن الطفل صمت , رفعت عينيها إلى عينيه , فأذهلها الحزن الذي يملؤهما
بكت بألم , وقد أدركت فداحة الشقاء الذي سببته له
نظرت إليه بعينين دافئتين , ولم تعرف ماذا تقول سوى : آسفه
شدها إلى صدره , أحست بأنفاسه تنفذ إلى روحها وقال:
قدر الله وماشاء فعل .
وتذكر , حين وصلت إلى بيتها , قابلتها حماتها بوجه يحمل الكره والشماتة
كيف لا وهي من قالت لها صباح زفافها : لقد أخذتِ ابني مني !
كانت حماتها قاسية القلب , ومع ذلك كانت تعطف عليها وتتغاضى عن حماقاتها , لأنها من أهدتها زوجها الحبيب
الشماتة والبغضاء كانت تلفان كل تحركاتها وتصرفاتها ,
ولكي تغيظها صارت تطعم القطة وصغارها امامها وهي تقول:
بوركت أيتها القطة ! لقد أنجبتِ ثلاثة صغار , ولله أنتي أفضل من كنتي التي لم تعرف أن تنجب طفلاً
الدهشة ترتسم على وجهها ووجه زوجها , لكنه يعرف طينة أمه لذا كان يقابلها بابتسامة عريضة
ملؤها الحب والحنان , وعندما تسأله عن سبب تصرفات أمه يقول لها ضاحكاً :
كفى .. وإلا سأهيل عليكِ أشواقي
فترد عليه:
ماذا؟ وأنا سأردمك بقبلة دافئة .
كانت تزيدها ألماً حين تنادي على القطة كل صباح .. منذ شهر وهي تفعل ذلك لتعكر مزاجها طوال النهار
وعندما يفتح زوجها عينيه على صوت بكائها وصوت أمه , يحضنها بشوق هامساً:
يهل وجهك على الريق .. أنشودة من ضياء , فيلملم الحزن أوصاله , ويغادر صباحاتي .
فتفتح يديها ضارعة إلى الله وتقول :
يارب.. ذاك حنيني مسفوح على طرقات الأمل , والأمل بولادة طفل جديد بات مثل قنديل
انسكب زيته فخبا ضوءه .. يارب صار شوقي لطفل ثقيلاً على الروح , فساعدني يا الله .
لاتعرف لمَ لم تقترب من قطتها المدللة , ولم تقدم لها الطعام .. لم تلمس شعرها وشعر صغارها
كانت القطة تنظر إليها بعينين معاتبتين .. تقترب منها .. تموء بحزن فلا تعيرها اهتماماً
لقد استغربت ما آلت إليه حالها , كيف لاتشعر بقطتها وهي التي طلبت من زوجها مرافقتها لها
لأن حياتها مرتبطة بحياة القطة ؟! هي لاتحقد على القطة ولا تكرهها , لكن حماتها أشهرتها سيفاً
في وجهها , فنسيت القطة والناس , وعاشت بعزلة صامتة حزينة لاتغادر غرفتها أبداً
كان زوجها يغازلها دائماً ليخرجها من وحدتها .. ويقول لها :
أنا صباح تموز في عتمة وحدتكِ وأنتِ اشتعال آب في بيادر أحلامي .
المطر ينهمر بغزارة , وصوت الريح له عواء ذئاب جائعة .. لاتعرف كيف أخذتها غفوة قصيرة
فرأت طفلاً صغيراً يبكي ويصرخ :
ماما أنا بردان , ماما المطر يبللني , ماما سأغرق .. أنقذيني .
تنتفض خائفة وتقول: طفلي .
يهب زوجها مذعوراً .. يشدها إلى صدره .. يمسح دموعها .. يهدئ من روعها
قالت مختنقة بدموعها :
طفلي يموت من البرد ,
مواء القطة الحزين يصل إليها ناراً تكويها , فتشتعل ألماً وتصرخ:
القطة .. قطتي البيضاء .
تفتح باب غرفتها , وتبحث عن القطة , تجدها عند الدرج ترتجف من البرد هي وصغارها
تقترب منها .. تمسح على شعرها المبلل .. تحملها بين يديها .. تدفن وجهها بين ذراعيها
تطلب منها أن تسامحها .. تدخلها وصغارها إلى الغرفة , تأخذ منشفة وتجفف شعرها وشعر صغارها
وتقربهم من المدفأة . تنظر إليها القطة بعيني طالما أحبت نظرتهما
تنظر إلى زوجها الذي تربع فوق السرير مبتسماً فاتحاً ذراعيه لاحتضانها ..
تنهمر عليه مثل غيمة مليئة بالفرح .. تدس رأسها بين ضلوعه , وتهمس بدفء:
لقد أنقذتُ طفلي من الغرق!
فصول الوجع
هزي السرير صديقتي فلربما ..... رش الخريف على الدروب زهورا
هزي السرير , فأن أطفال المنى ..... أحلى , وتقطر رقة وحبورا
هزي السرير وحاولي أن تبدعي ..... قمراً فراتي الرحيق صغيرا
ناغيه غني للغوالي هاجرت ..... كم كان عمر الغاليات قصيرا
وغداً إذا يحبو على أحداقنا ..... سيكون في كل العيون أميرا
أنسجتِ من هدبيك ثوباً أخضراً ..... ومن الضلوع مخدة وسريرا؟
كم مسحت كفاكِ مهداً فارغاً ..... والحلم مشتعل هناك , وثيرا!!
أقطفتِ إلا الوهم صديقتي ؟ أما ..... كان التوهم كذبة وغرورا
احلمتِ أن يأتي ؟ يعانق أمه ؟ ..... الله كم كان العناق مثيرا
لاتحزني اجمل النجمات قد ..... عاشت وراء الغيم تمطر نورا
الريح تقتلع الرمال وأنتِ كم ..... عمرتِ مافوق الرمال قصورا
كم مر عيد لم يضمك قائلاً ..... ماما أحبكِ قالها مسرورا
مامشطت كفاكِ غيمة شعره ..... وحضنته حتى ينام قريرا
كم مر عيد لم تلامس كفه ..... كفيكِ لم يقرأ هناك سطورا
ماجاء يشرب من جراحك نبضها ..... أيصير نبض الأمهات ِ غديرا
هل تحزنين إذا رأيتِ صغيرة ..... تلهو وترخي شعرها المضفورا
ماذا يفيد الدمع ؟ ألف دمعة ..... من ياسمين رفرفت لتطيرا
لا تيأسي من رجعة العصفور قد ..... تلد الحرائق مرة عصفورا
مات الحبيب ولم يكن في موته ..... لا لم يكن في موته معذورا
بعض الفجائع لاتموت , يظل في ..... وجداننا تاريخها محفورا
إني لمثلكِ ياصديقة متعبة ..... وكتاب أحزاني قد غدا دستورا
خلف الزمان أضعت دربي ..... فغدا زماني منهكاً مشطورا
الحزن يحملنا على احداقه ..... والحزن أجمل إذ يكون ضريرا
مأساتنا احترقت أغاني نبعنا ..... وغداً نعود زنابقاً وطيورا
إن يأتِ أو لا يأتِ لا تترنحي ..... وجعاً فقد يأتي الربيع أخيرا
بقلمي
» حين أشتاق إليك
» هل؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
» تدري حالي دونك كيف؟؟
» يا زائر احلامي الدائم
» عندما تبكي القلوب
» ربي اجعلني تلفزيوناً
» نورتي منتداكي
» قصة وعظة